السبت، 16 أبريل 2011

يوم الأرض أو عيد الوطن


في يوم الأرض، وحيفا تتعطر بماء الفرات،
للقاء "مهد منتظر"
كما في يوم ساخن،
تولد الأفعال وتموت في الظل
كما الأماني، تقبر ذلاّ
ويخلد الظلّ )

وهنا قاطعني المهرّج النّديم:
(يكفي صديقي، وقل لي من كلامك عن الوجه والجمال)
فقلت، والخمر كما سحاب يظلل بعض رقع عقلي
(وجعي من أمّة تعشق الوجه ،
وتنسى القفا
فهل المرآة مبصرة،
دون خلفية ذات طلاء؟
أينبت ورد الربيع،
دون قصيدة مطر إباحيّة، والفصل شتاء؟)

فقال النديم يسايرني:
(حدّثني إذن عن الجمال والقفا)
وهنا فقط حاولت اغتصاب اللاوعي، لأرى
لأرى غابات فلّين،
جبالا، ومنزلا في العراء
لأرى أرضا جرداء، وكسّار حصى
سكّة حديد مهملة، وشقاء، شقاء …شقاء

يتوحّد اللاوعي مع قفا وطني، فأرى
أرى "مهد منتظر"، يوقّع مناشدا،
قتل رفيق منتظر"، وشجرة فلّين ونهر
أرى حيفا تتزين شعرا، لآدم
وآدم ليس "الحبيب المنتظر"
ولا ابنه رأى غرابا يدفن الوطن

أصير لاوعي قفا وطني
فما عدت "أنا"، "أنا"

أُسقط "أنا" كأس الخمر، والمنفضة
قبّلت أعقاب السّجائر تراب الوطن
أقف "أنا"، و"أنا الآخر" وكلّ يمشي في طريق
أبحث "أنا" عن حكايا لوطني، وأساطير
أبحث عن استعارات أخرى
عن سحابتين علويّتين،
ألتقي بنفسي في الأولى
وفي الثانية أرسم معالم الوطن
ويبحث هو عن نديم ورفيق
يبحث في ديسكو غربي عن "المهدي المنتظر"


حلمي العليوي

09-04-2011

الأربعاء، 6 أبريل 2011

ولا تبقى سوى الذّكرى


ولازالوا يلقنونا كتب السّماء
وكيف نعيش هامشا من الحياة سرابا
لكي لا نسأل يوما : كيف نحبّ الحياة؟
يقدّسون الموت كي لا نتذكّر الوطن
والأرض حبلى بشقائق النعمان، دما
يعيشون هامش الحياة ولا يحيون سوى سرابا سراب

يحبّون الجندي، يفرّ عند المواجهة
كالرّاقص على أنغام سيمفونية صينيّة،
ينام واقفا
كالسّكران والخمر لينينغراديّ معتّق
فلتنم جالسا إن أنت لم تحبّ يوما الجمود،
عند صراع جبلين من الجليد

اختبؤوا من كلمات الرّاوي،
صرخوا جميعا، وكلّ يقول: أنا الشّهيد المجاهد،
طمعا في اللّعب مع الملائكة
طمعا في فردوس علويّ ووهم،
تركته حوّاء وراءها سرابا، سراب

نصب تذكاري يخلّد الذّكرى، نحن
نحن نقتل الذّكرى في صالونات التّجميل عبثا
كاسم شارع كان بالأمس بنفسجيّا، وصار اليوم أحمر
والذّئب بريء من البئر
فلا أخوة، ولا ذئب ولا بئرا للذّكرى

كسجين يصفّر لحنا رومانيّا
لحنا يتغنّى بديميتروف والحرّيّة
سجين خلف قضبان الذّات، يأبى الخروج
تتشقّق الشّفاه، وتتعب الرّياح،
ولا تبقى سوى الذّكرى

نسيء لقطرات الدّمع من الغاز،
وننسى العصيّ و قبو الوزارة
نمحو إحساسا جميلا، تلامس أكتاف الرّفاق في المظاهرة
نترك الحلم وحيدا، ليحلم بوطن
ونسيء للحلم و الوطن

ننسى ، ولا تبقى سوى أرشيفا
كبقايا التّحاليل السياسية في الجرائد
ككلمات جوفاء في الرّاديو
كندوات صحفيّة، ونقل مباشر على الانترنت
كأخبار على التّلفاز يسردها الرّاوي بعباءة ثوريّة
والمعينة المنزليّة تزورهم صباحا،
تزيل بالمقشّة بقايا خيوط العنكبوت، بأفكار إصلاحيّة

نخيط بأيدينا شرانق لسباتنا
ويكسون الشرانق ملابس شمع وطين
ملكوا أمسنا، وغدنا
والفارق يومنا، مرتعا للحلم
الفارق ليل وشهوة مستعرة، تموت مع شروق يومنا الجديد
فنحن لم نولد رسلا لتبقى الرّسالة،
كتابا ومسجدا وكنيسة

تسابق خطانا، خطى السّراب،
أو خطى ضلالنا على إسفلت الشوارع ليلا
ننشد حرف الواو من الوطن، ونعقبه بالآه للذّكرى
يعيدون بنا كتابة مسرحيّة، عن الثوّرة والحرّيّة
ولا تبقى سوى حركات على خشبة المسرح، إصلاحية
لا يبقى أثر لنا، لا تبقى سوى الذّكرى
وتموت الحرّيّة ، حين نُنسى



حلمي العليوي
06-04-2011