الخميس، 17 مارس 2011

أيّام أخر



وها هي أمّك تصرخ
لقد رحل عنّي ولكنّ نساء بلادي سيلدن منك
سيكون كلّ رجال بلادي أنت
وسيكونون أولادي

ولن ينتظروا لأيام أخر
سيدجّنون القدر
كما دجّنوا الطاووس السادي
فهاج وماج
...ثمّ فرّ

لن تكون فجوة في الأرض
تلك الحفر
بل أبوابا للأمل
نورا ستكون
وسيفتتون بأياديهم الحجر

يا بنيّ
نكرة كنّا
كنّا أرقاما
كنّا دون وطن
فقد اغتالوا حبّنا له فغرق واندثر


يا بنيّ
كنّا نكرة
ولم يعرفنا أحد
سوى التراب يكتب بدمانا
على جدران التاريخ المغبرّ

يا بنيّ
فليركبوا، وليكن لهم البراق
فليركبوا
أفلا يعيش القمل على ظهر البعير؟
أفلا ينحني الحصان إن اضطر؟ّ

وهاهي زوجتك
حاملة عصا
واقفة أمام النّار
دموعها تنزل كالمطر
فتصير على القدر طعاما

هي الأخرى تصرخ
"تكفينا عودة الوطن
فقد سئمنا هجرتنا والسّفر"

وأنا منتح ركنا مع شعراء وطني
ننظم شعرا في الحبيبة
ونلوك من الكلام المجترّ

أعذروني أحبتي
فقد عشقت قبلا
فصنعت من فوضاي حياة ومستقرّ
أعذروني مرة أخرى
فقد قتل ابني في خضمّ الثّورة
فماذا عساي أفعل بحبيبات أخر؟

وها أنا أعلن اعتزال عشق النساء
أؤجّله لسنين أخر
وأعلن عشقي له ولكم
أفلا ترضون بي حبيبا؟
أفلا نكتب معا تاريخا جديدا أغرّ؟


حلمي العليوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق