ليلة الموت

سأبكيك حتى أصير كضيما
تقتات الطير من بؤبئ عيني
ترتوي من دموعي
وتأتيك منشدة حزني

سأبكيك حتى يفيض النيل
وتنبت الأرض أعشابا وورودا
أقطفها لك فتناجيك ليلا
أن عانقيني
واحمليني إلى نهاية العالم
واتركيني

سأبكيك لأني
شكاك كتوما
أكره كل ثمانية
لامسة أو ناظرة

في حبك متوحش أنا
أشرب كأسك للقاع خمرا
فاشربيني حبيبتي
اشربيني خمرا معتقا
لامسي كأسي بشفتيك
ليثور دمي
ويكفكف دمعي


الاله

ضفائر

أعد دقائق غيابك صمتا
منتظرا
مستمعا لآهات الصمت
آهات تراودني عن نفسي
تصّاعد منها رائحة عطرك
تغرقني في بحر الشك
حتى وإن قلت لا أحبك
فأنا أحبك أكثر



آهات تمزقني أشلاء
وتعيد لملمتي قبلتك
ظلام الليل يرهقني
يكويني بنار الصمت
وسياط القدر المضطهد
يصير حية ويلدغني


أنام متمنيا أن يئدوني
ولا أرى مجددا نور الفجر
فقد وضعت الشمس في محفظة يدك
وإلى سطح القمر رحلت
فارمي لي ضفائر من شعرك
أو خيطا من ثوبك
لأغادر بها هذا الكوكب
وألحق بك على سطح القمر
وحتى إن قلت لا أحبك
فأنا أحبك أكثر


ثوري معي على القدر
وعلى جهل سنين عمري
استلي الخنجر من غمدي
واقتلي آهاتي في قلبي
وارسمي لوحة حب
من قصائد شعري المبتذلة
فإن أنت قلت لا أحبك
فأنا أحبك أكثر


الاله

وعد

تطلبين وعدا من حبيب

جالس في ركن ركين

يداعب قلبه

ويعده بحلم وهين

قلت آن الرحيل

ولن تأخذني بك رأفة

ولن يجتاحني الحنين

سأرفع مرساتي

قلت سأبحر دونك

ولنسيانك سأفعل كل مشين

قلت لك حبيبتي

قلت لك بأني لست بإله للحب أو الخصب

ولكن عشقي لك هو العقيدة

يبعثني خلف حيطان الحجارة

يصرخني في أشجار الغاب

قلت لك حبيبتي

لا تغضبي يوما

إن أهديتك فقط زهرة أو قصيدة

فعندها روحي أهديتك

ولم يبقى لي سوى خبزي كفاف يومي

قلت لك حبيبتي

قلت أني لن أخطف الشهب لأجلك

أو أقطف نجمة من السماء

لن يكون لك درّ وياقوت

ولا حتى ثوب أبيض

فلست خرافيا أنا حبيبتي

بل عاشق أدماه حب الوطن

سأعدك حبيبتي

سأبتر أقدامي إن هي قادتني إليك

سأغتصب شفاهي التي تعودت خمر شفتيك

سأقتل آهاتا مزقت صدري

وأنا بين يديك

ولن أقول رحلت أو خانت

لم تخوني حبيبتي

بل بعتني أوقية عذاب وما اشتريت

أستحلفك بالقرآن والإنجيل

أستحلفك بإلاهك ، ماذا فعلت؟

فأنا أجهل سبب الرحيل

ومن حبك ما اكتفيت

الإله

مطارد
من نفسي مطارد
لا أرتاح
أشق غمام السماء
...شوقا
إلى لقياك
تحط الطيور على كتفي
ترفعني للفضاء
فلن أرحل ولن ترحلي

سأرسم دفأك سطورا جريحة
سأعلن اعتصاما
أمام أبواب القنصليات
سأحرق نفسي
بنسائم الجبال
سأثور
سأنام على مقاعد المحطات
سأعزف وأغني
ولن أضع قبعتي أمامي
سأشعل أوراقي
وأنير درب الضعفاء

سأحطم القصور
وأقيم خياما
والخيل تصهل في الأفق البعيد
سأضع على الحطب الطعام
وأبعث رسائل حب
على ورق
بالحبر خطت
سأربطها على ساق زاجل الحمام
سأرجم سقف السماء
بمدفع من ورق
أكتب عليه
عاشت الثورة

سأنتف ريش طاووس البلاد
سأعري كل الدجاج
فقد ضقت ذرعا بنقيق الضفادع
ضقت بجهل العباد
سألجم الكبت
وأخرج عاريا للساحات العامة
سأمارس اللواط
مع شرطة الاحتياط
وسترتفع آهات القوارير للسماء
فيجيء الطوفان
وأغرقهم معي
ولن أرحل ولن ترحلي

الاله

هل تحولت الإدارات العمومية إلى ضيعات خاصة؟

منذ فترة وأنا أعمل كعون إداري في وزارة التربية التونسية، فترة تقارب الأربع سنوات.
وكنت أعمل قبلها في شركة خاصة، شركة فرنسية تعمل في الربط الالكتروني وقد قدمت استقالتي من هذا العمل لعدة أسباب منها الروتين والاستغلال المالي وخاصة سياسة المحاباة التي زرعها الاستعمار في الشعب التونسي. ورغم استقالتي في أوضاع حرجة للمؤسسة فقد تحصلت على كل حقوقي. وإلى اليوم علاقتي جيدة بالجميع في تلك المؤسسة.
وعندما قبلت لأعمل في الإدارة التونسية. راودتني عدة أحلام أهمها أني سأعمل في جو جيد من المفاهمة مع الجميع خاصة وأن سياسة المحاباة لا تنفع كما في العمل في الشركات الخاصة، فلا منحة تعطى تحت الطاولة ولا مسؤولية تمنح هباء دون استحقاق. ولكن ما فاجأني هو أنه ومن اليوم الأول في العمل لاحظت أن عامل مكلف بعمل إداري يسير كامل المؤسسة ومع الوقت تطورت سيطرته على المدير. وتطورت المشاكل جراء ذلك.
في البداية كنت أقتسم العمل مع زميل لي ولكنه تحول للعمل في إدارة أخرى، وتحملت طيلة سنتين العمل وحدي. وبالطبع وبما أني أعمل في إدارة عمومية لم يتطور راتبي جراء ذلك رغم كثرة المسؤوليات.
ومنذ أيام أثلج صدري سماعي بأن غياب هذا الزميل سيعوض بزميل جديد. ولكن للأسف، فرغم أن تسميته كانت محددة كعون إداري إلا أن المدير، ومع تدخل العامل المذكور أعلاه، قرر أن يكلفه بمهام أخرى ليست من اختصاصه.
حتى عندما أردت التحدث معه، المدير، رفض سماعي.
مع العلم وأن كل وافد جديد على المؤسسة ينصح بعدم الاتصال والتواصل معي لأني "معارض" وجالب للمشاكل.
فكيف تطلب الدولة من الموظف التونسي أن يكون مثاليا في عمله وأن يعطي أفضل ما عنده لتطوير وتحسين الخدمة الإدارية؟
وبخلاف الانتماء السياسي، كيف يتم تحديد المسؤوليات، كالمدراء مثلا؟
وما هو مستقبل الإدارة التونسية في ظل هذه الظروف التي تعطي انطباعا للموظف بأنه يعمل في ضيعة خاصة؟
أسئلة إن وجهت لأحد الوزراء لأجاب عنها بالإنشاءات الرئاسية. ولتخطاها إلى مناشدة سيادة الرئيس للترشح لانتخابات 2019.
تحيى تونس حرة مستقلة، التجمع حزبها وبن علي رئيسها وعاشت البقية المسؤولة "خمّاسة" في تونس الضيعة.

ح . ع

إيمان

أنت ستار
يلف جسدي
ستار من نار
يجلدني
بسياط الأقدار
لا أبالي
فقد صلب المسيح قبلي
لم يصلب لغايات
في نفوس الملوك والرؤساء
لأجل الحب صلب
سأكون رسولك
للعالمين
أنشر الحب
والشبق
أمحي جهل العروبة
وكبت الصحاري
سيصلبونني
لكنك سترفعينني إليك
وسنمتطي معا
فرس الشهوة
سنشعل البراكين
ونخنقهم بإعصار
كقوم عاد
ثم نحيي الجثث
بحب
ننفخ في الصور
فيستقيمون ثوارا
لن تكون سبعة أو ستة
أيام الخلق
بل لحظة
لحظة نمحو فيها كبت العرب
وكل كتب الإله
كل خطب الرؤساء
كل اقتراحات العلماء
وننشر قصائد إباحية
والجنون
ويل للكافرين بنا
سنرسلهم الى كهوف
ونقفل أبوابنا دونهم
سنرفع أسوار القلاع
سنجعلهم صيدا للذئاب
سنفرق بين الرجال والنساء
وحين تستعر الشهوة
سيؤمنون بالإله


الإله

سنديانة

سأزرع نفسي
سنديانة
في مفرق نهديك
أظللك
دون ثمار
زهر
فقط زهر
والرائحة خانقة لهم
تبعد عنك كل الذكور
ستتوحد عروقنا
ستسقين السنديانة
ستحبين ورودي
والظل
ونفور الآخرين
بين يديه ليلا
ستنامين
سيقتلك الشبق
ستتقطع عروقك
ولكن
ستحييك عروق السنديانة
ونفور الآخرين
فرج قريب سيدتي
والشر جميل
لا تتكلمي واصغي
إلى عصافير السنديان
كل صباح
فستحييك العصافير
ولكني
لن آكل كما الدب
عسل غيري
سأتملى موتك
بين يديه
وموته الوهمي
سيسجد لإله
ليس له
سيقبل أقدام السراب
ويسجد لي
فقد زرعت سنديانتي
وسقيتها بدماك
وقبل الغياب
على شفاه السراب


الاله

أنت شر

أنت شر
يراقبني من أعالي الهضاب
والشمس حامية
كحرقة لساني
على أعالي القباب
حلو المرارة أنت
فمن أنت؟
تغيبين فيتجمد الراكعون تحت الصواميع
انتظارا
لصلاة جنازتي
لن أدفن
بل سترفعينني
عاليا إلى السحاب
ستتخذينني روحا لك
ولن تكوني أبدا سرابا في سراب
لن تسجدي معهم
ولن تلامس النهود التراب
فشامخة ستبقى
كأعالي القباب
ستتلى أشعاري
بشفتيك
ونار شهوتك متقدة
ستتعرين أمامهم
وستقولين
هذا له فاسجدوا لآلهة
تركت السماء
وركبت شهوة الخلود
لن أحذر
نعم سأموت
ولكن روحي ستعيش
هائمة بين جسدك
والسراب
تلامسين جسدي بأناملك
وترحلين
تلامسين شهوة مستعرة
وتتركين الزمان والمكان
فأذوب
تحت أضواء المصابيح
باحثا ليلا عن لمستك
أطاردها
حتى يأتي الفجر
وتلملمني نور شمس نهديك
فعودي قبل منتصف النهار
قبل أن تحمى الشمس
ويذيبني شرك من جديد

الاله

توبة اله

في زنزانة وضعوني

منعوني من النظر للسماء

وعيني الآلهة في قعر كأسي

تحسب عليا فرحي والهناء



يا إلاهي

يا سيد المستضعفين

لماذا تموت

وتبعث لنا للأرض بإله؟

يا إلاهي

أصرت كرة في ملعب الملوك والرؤساء؟

باسمك القمع

باسمك الظلم

ولكن فلتعلمهم

صحيح أننا مستضعفون

لكننا لسنا بالجبناء ولسنا بالأغبياء



يا إلاهي

ألي أن أسئل؟

ألا يموت الملوك والوزراء؟

يا إلاهي

للتغيير فقط

زور نتائج الانتخابات

فقد مللنا الخطابات المتشابهة للرؤساء



يا إلاهي

أقتل زملائي في العمل

فقد أذاقوني مر العلقم

ورب عملي يحب القوادين

وهم يحبون كأسي

ويحسدونني على الهناء



يا إلاهي

رفاقي في السجن

فاقتل السجانين

اعم القضاة

قص يد الجلاد

واجعل أيامهم سوادا في سواد



أنا خائف يا إلاهي

خائف من أن أجدك يوما في الإنتخابات

في يدك مغلف وورقة حمراء

ان فعلتها يا إلاهي

فاقتلني قبلها

أو غير خارطة العالم

واسكني بلد الكفر

فهناك سأنصب نفسي إله


الاله


محاولة محاكاة قصيدة الاهي لالصغير ولاد أحمد

وتعود يا عيد العرب
يا عبد الصور والقبل
يا عيد الزمامير
يا عيد المراجيح
يا عيد ضحك الأطفال
يا عيد لعب الأطفال
حول آبار النفط
وفي الساحات والملاهي

وتعود يا عيد العرب
بطفل يبكي أباه
منتظرا إياه بلا أمل
يحمل حجرا ويصيح
"سيأتي أبي
سيعود أبي
فروح أبي في كل رجال العرب"

آه يا عيد العرب
لست سوى طفولة مستعمرة
فالأرجوحة سرقت
وحطم الملوك الزمامير
اغتصبوا البسمة
ورموا القبل خلف القضبان

آه يا عيد العرب
انزع عنك القناع
فقد صرت أستحي يا عيد
أن أقبل أبي
صرت أستحي
أن أعانق صحبي
صرت أستحي من البسمة والقبل
أفلا تستحي ياعيد المشنقة ونهم العرب
أفلا تستحون جميعا
من طفولة باكية في العيد
جائعة في العيد
ومستعمرة؟


الإله

أنت

أنت
أعظم أيام تاريخي
أنت
رياح تغييري
عاتية
مصفرة في آذان قلبي
أنت
حمم براكين تذوّب الحجر

وتعودين كل يوم
نفسك أنت
وكلمات غير الكلمات
معجم الآهات يكويني
يمزق قمصاني
يجلدني
برذاذ طيب المذاق

والليل ظالم
ضلمة بيضاء
في قلبي زهري
عبق
برائحة عطرك الوردي
والليل قوي حبيبتي

ألتحف بشعرك
أركب قوس قزح
أقبل الاله
وأسجد لشعر حبيبتي
فتسقيني خمرا
تنقيني من تقاليد بالية
تبعثرين أفكاري
وتلملميها
على أسرة مهجورة
يحلو فيها اللقاء

لن أبحث بعد اليوم
عن جنية في القمر
أو عن لمسة أنثى
تثيرني
ثم يحيا الحجر
ويموت كل إحساس جميل
لن أبحث حبيبتي
لن أسخر من قدري بعد اليوم
فقدري أنت
غاليتي أنت
لن يهواك غيري
فقد صعدت السلم
وبعدي
حطمت درجات القدر


الاله