الأربعاء، 15 ديسمبر 2010
يكره نفسه
أفاق من نومه متكاسلا كأنه لا يريد الاستيقاظ. نظر لوجهه في المرآة، ذقنه تحتاج لحلاقة فقد بدأ الشعر يظهر.
كم تمنى أن يترك شعر لحيته ينبت ويطول إلى أن يغطي رقبته، ولكنه لا يستطيع. لذلك لعن اليوم الذي التحق فيه بسلك الشرطة.
اغتسل وارتدى زيّه كارها، على كتفك خيوط صفراء كثيرة، تثقل كاهله وتدميه، فهو مضطر دائما للاعتداء على المواطنين بسبب أو بدونه، فكم من بريء زجّ به في غرفة الإيقاف، وكم محضرا خطّت يداه فقط ليحصل على المنحة، وكم من رشوة ....
خرج من المنزل مرورا بالمقهى ، الكل يلقي عليه التحيّة، ولكنه يعلم يقينا أنهم يلعنونه خفية، يلعنونه دون أن يدركوا أنه يلعن نفسه ويكرهها ويمقت عمله، ولكن ما باليد حيلة، فالأفواه مفتوحة تنتظر إطعامها.
له إبنان، منذر ومهدي، الأول سلفي والثاني معارض، وهما السبب الرّئيسي في عرقلة مسيرته المهنية. رغم أنّهما استقلاّ بحياتهما، وغادرا المنزل إلاّ أنّ التّتبّعات لحقته. ومورس عليه الاضطهاد الذي طالما مارسه على النّاس.
- مساء الخير عم نور الدين
- مساء الخير، ألم ترى منذر؟
- لا لم أره، منذ يومين على الأقل
واصل السير وباله شارد، مفكرا في ابنه منذر، المعارض. كان طالبا مجتهدا، وقد تنبّأ له الكل بمستقبل زاهر، ولكن هيهات، فقد كان ثوريا، كان يكره الظلم، لذلك انخرط في اتّحاد الطّلبة، ثم تحوّل إلى أحد الأحزاب المعارضة.
طرد من الجامعة، وسجن عديد المرّات.
يذكر يوم ذهب مع زملائه لتفريق مظاهرة، وتحوّل التّفريق إلى صراع بين قوات الأمن والمتظاهرين، وبدأت الحجارة تنزل من كلّ صوب.
كان منذر مع المتظاهرين، واستقرّت إحدى حجراته التي ألقاها على ساق أبيه، فكسرت الساق وكسر قلب الشرطي.
ومن يومها غادر الابن المنزل.
هذا الجزء الأوّل من القصّة، ولن تكون البقية بعد فترة قصيرة لأني بصدد الكتابة،
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق