الأربعاء، 31 مارس 2010

علاقة غير شرعية...

ويتركه صالح ويتجه إلى مطعم "دار الجلد" أين يطلب "عجّة"، يأكلها في صمت.. ثم يعود إلى مكتبه...
عندما يدخل يرى الموظفين ملتفين يتحدثون ويتناقشون، نقاشات عن الكرة والبروموسبور، وعم الهاشمي يتدخل بجمل اعتراضية عن فولانة وفلتانة...
لكن هذا اليوم يلفت انتباهه وجه جديد، ليس جديدا في الوزارة، فهذه هي قريبة الوزير التي تحصلت على مكانه في الأعلى، بجانب مكتب "العرف"، وكان مآله هو الأرشيف، بعد العز نزل إلى أسفل السافلين...
ولكن هذا الوجه جديد عن هذه "اللمة" وهذه النقاشات التافهة.
وما إن رآها حتى غاص في أحلامه الوردية، أحلام اقشعرت لها كل شعرات جسمه.
أهذا هو الحب؟؟ من الممكن أن يكون هو، لا وألف لا .. فهي أفعى مثل كل الأفاعي كما قال له أبوه.
ألا يكفي ما حصل معه في الماضي؟؟
لقد رحلت، فرّت، لم تستطع أن تبقى بجانبه بعد تسعة أشهر حمل، وضعته، وبعد أيام قلائل تركت المنزل ورحلت، لا أحد يعرف أين.
لم يعرفها أبدا، حتى صورها مزقت وحرقت كلها، لذا فهو لا يستطيع أن يكوّن عنها صورة في مخيلته، لذلك كان يراها متجسدة في كل امرأة وبالتالي كره النساء جميعا.
لا يعرف عنها إلا ذلك النسر الضخم الذي رسمه والده على فخذها، فكان "وشما" جميلا غاية في الإبداع.
فتح باب قبره من جديد، وجلس يدخّن ويقلّب الأوراق بين يديه، كلّ وملّ، أخذ ورقة بيضاء وقلما أسودا، ما أجمل هذا اللون، وبدأ يكتب....

الاثنين، 22 مارس 2010

علاقة غير شرعية

- هل رأيت فلانة؟ البارحة دخلت إلى مكتب....
ولكن صالح لا ينظر إليه حتى، وكأن عم الهاشمي يتكلم إلى صنم.
ثم يفتح الباب متأنيا، خيوط العنكبوت في كل ركن، أعقاب السجائر منتشرة في كل صوب، وتلك الصورة معلّقة في مكانها لا تتزحزح، صورة ممثلة لا يتذكر اسمها، عينان كبيرتان، زرقاوان، أنف شامخ وشفاه منتفخة. كلما نظر إليها شعر بالإثارة.

*************
وحيد بين أربعة جدران وعشرات الرفوف، وأوراق ، أوراق، أوراق ...
في حجرة كأنها الزنزانة، بل كأنها القبر، فلولا بصيص النور من تلك النافذة العالية ذات الزجاج المكسر في أغلب الأحيان، لكانت الظلمة.
تمر الساعات رتيبة، يشعر فيها بالملل والكآبة. فليس هذا ما حلم به.
حكا له أبوه عن تونس، ذلك المكان الحالم، بأهله، بحركته، برجاله الكرماء، بنسائه الملتحفات الجميلات، بحديقة حيواناته، بأسواره وأبوابه، بأوليائه الصالحين، بحماماته، بأسواقه، بأيامه ولياليه المضيئة ....
ويا لخيبة المسعى.
تمر ساعات الصباح وقد دخن صالح علبة سجائر كاملة، لا بأس، في وقت الراحة سيشتري غيرها كالعادة، وكالعادة سيدور حوار بينه وبين البائع:
- السلام عليكم،
- وعليكم السلام، أهلا، كيف الحال؟
- لاباس وأنت كيف حالك؟
- شنوة كالعادة، علبة سجائر..
- أي نعم..
- هيا، إلى الآن لم تقل لي من أين أنت؟ مضى على وجودك هنا أربعة أشهر ولم أعرف بعد، ولا حتى أحد من زملائك يعرف...
- قلت لك، من بلاد الله...
ويتركه صالح ويتجه إلى مطعم "دار الجلد" أين يطلب "عجّة"، يأكلها في صمت.. ثم يعود إلى مكتبه...

الثلاثاء، 16 مارس 2010

علاقة غير شرعية


لم يكن يعلم أن حلمه سيتحول إلى كابوس، وأن كل تلك القصص والأخبار التي سمع عنها ستتبخر أمام الحقائق التافهة.
الحقيقة أنه فرح يوم عين ككاتب بوزارة التربية وأن عمله سيكون في العاصمة، ذلك المكان الجميل الذي سمع عنه من أبيه.لطالما حلم بزيارته، وها هو يحصل على مناه.
ولكن مع الأيام تسللت الرتابة إلى حياته.
يستيقظ من النوم على الساعة السابعة صباحا، ويتجه من شقته الكائنة في نهج يغسلافيا إلى مقر عمله، مرورا بشارعالحبيب بورقيبة، أين يبطئ خطواته عندما يمر بجانب تمثال ابن خلدون يملي النفس في ذلك الصنم الأسود.
ثم يعرج على خمارة "الأونيفار" أين يشرب قهوته ثم يتجه نحو باب بحر فيمر بجانب قهوة الدينار.
يسلك بعدها الطريق المؤدي عبر سوق "النحاس" ، ثم "البركة" وأخيرا جامع الزيتونة وصولا إلى الوزارة، أين يتريث دقائق أمام الباب الشاسع، ثم يستعمل الدرج نزولا إلى الأرشيف .
يمر من أمام عم الهاشمي، أين يمضي ورقة الحضور ويسمع اسطوانة العادة...
يتبع....

arretez la censure

http://www.facebook.com/group.php?gid=366210595171&ref=ts

الأربعاء، 3 مارس 2010

النهاية...أو بداية المأساة...




"هيثم بن أحمد، القضية عدد 650، مواقعة أنثى والمتاجرة بجسدها"

وهنا سمع صراخ ملوث بأنين، أنين الألم والبؤس، كلمات مصدرها قفص الإتّهام، مصدرها هيثم..
- سأتزوجها .......

*********


انتهت القصة...وإلى اللقاء في قصة جديــدة

الثلاثاء، 2 مارس 2010

النهاية...أو بداية المأساة...


أعطى "جبّاد الشّيشة" ل"دالي"، وقام واقفا، مشى، لا يعرف أين، ولكنّه لم يردّ على نداء الجماعة التي استغربت ذهابه.
غادر المقهى، ولكنه قصد مقهى آخر ليجلس وحيدا.
ولكن سرعان ما لفت انتباهه صوت شخص يعلو، ويد ترتطم بالطاولة لتحدث فرقعة، وكؤوس تسقط على الأرض لتتكسّر، ويندلق ما فيها من شاي وقهوة، ليجعل بياض الأرضية لوحة جميلة تضاهي، لا بل تفوق جمالا، أغلى لوحات "بيكاسو".
وسرعان ما أدرك سبب ذلك، إنّه سامي "بلاس أمريكا" ، هذا الشاب المهووس، عاشق الولايات المتحدة الأمريكية. لا شك في أنّ أحدهم استفزّه وشتم بلاد "العم سام".
هذا الشاب يريد العيش فيها ولكنّه لن يقدر، يظن أن المهاجر إلى أمريكا سيجد الدولارات مرمية في الشارع، فيملأ هو أكياسا ثم يعود إلى بلده ليعيش هانئا، مليارديرا.
إنّه لا يعرف أنه خلال سنة ألفين وثلاثة، وحسب تقرير لجريدة "نيويورك تايمز" أن أربعين مليون شخص ليس لهم تغطية اجتماعية، وأنّ ستين مليونا لم يتحصلوا على جراياتهم طيلة سنة ألفين واثنين.