الأربعاء، 17 فبراير 2010

النهاية أو بداية المأساة..




كانت جميلة جمالها ساحر .....شعر أصفر طويل، عينان واسعتان سوداوان ودامعتان، كما كان يقول صديقه "بودوخة".
كان متأثرا بجمالها ولطالما شعر بالحزن لإصرارها على البغاء. ولاشيء يشفي غليله إلا عندما يتذكر أن قيما ثمينة غير الجمال تلقى نفس المصير، كالحرية والآدمية وحتى الدين يتاجر به أناس بلا حياء.
كان يحلم بأن يوك مهابا من قبل جميع أصدقائه و"شلته" كما يحلو له تسميتها ونجح في ذلك.
لا يزال يتذكر ذلك الحادث ، كان يتجول مع صحبه في السوق الأسبوعية، رأى ساعة للبيع، أعجبته فأخذها، وضعها في معصمه بكل برود وهمّ بالانصراف، لم يتعدى المترين وإذا بعملاق يعترض طريقه، شعر بخوف شديد ، جزع قلب إلى رعشة، سمعا همسا وراء ظهره "إنه خائف"، هيا اضربه يا هيثم فأنت كبيرنا.." " هيا......" شعر بالخجل من أن ينعته أصدقاؤه بالجبان، كان يحب أن يثبت رجولته وسيادته، جمع كامل قوته في قبضته وانهال بها على أنف العملاق الذي أراد أن يفتك منه الساعة، فخرّ هذا الأخير مغشيا عليه.. وفرّوا جميعا. كانت سنّه آنذاك لا تتعدى السابعة عشرة، ومنذ ذاك الحين أصبح مهابا من قبل الجميع.
ولعله السبب الرئيسي الذي جعل أمل تركض خلفه وتعرض نفسها وحبها على جسده النقي، فقد كان قادرا على أن يوفر لها الأمان من مضايقات الآخرين لها.
- "عاشرتها معاشرة الرجل لزوجته،كنت أحبها.. نعم أحبها، يا إلاهي لو لم تمن كما كانت عليه....
- لا تقل لو يا صديقي فهو حرف الضعفاء ، يتمنون لو يتغير ماضيهم ليتغير حاضرهم. ولمني أراهنهم جميعا على أنه لن يتغير.
أرأيت في حياتك قطا يصطاد ليطعم غيره؟؟ أسمعت بأسد صار عبدا لغزال؟؟
- دعني أكمل، أريد أن أتكلم، فإن لم يسمعوني في التحقيق وأرغموني على الإمضاء، فلتسمعني أنت على الأقل، هم قيدوا يدي وضربوني كي أمضي على محضر التحقيق. آه "الشيخ" لو أجده يوما أمامي لأكون والله قاتله. وأنت تريد أن تقيد لساني؟ قيدوا لساني ويداي ولكني لن أبقا ساكنا لظلمكم مادام عقلي حيا.
لقد تذكر حادثة مضحكة وستعرفون لماذا هي مضحكة.
لقد حضر صديق له مرة حصة نقاش حول شريط فرنسي وكان مخرجه حاضرا، وحضر مع الجمع كمسير مسؤول من وزارة الثقافة، وبعد مشاهدة الشريط بدأ الحوار تحدثوا جميعا عن ضياع البطل وأسبابه التي تعتبر مادية بالأساس، فقام صديق هيثم معارضا وقال بأن السبب الرئيسي هو الحاكم الظالم ونظام حكمه.
وهنا جن جنون المسؤول الوزاري وقال له بامتعاض، وكان الحوار يدور بالفرنسية،.
- لماذا تتكلم؟
- لأني أفكر.
- ومن سمح لك بالتفكير؟
- ببساطة، عقلي.
- نحن ربيناك وأنفقنا عليك ثم تطعننا...
وهنا قاطعه صديق هيثم قائلا.
- لم ينفق عليا سوى أبي، ولا أحد يحبني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق