الخميس، 6 مايو 2010

علاقة غير شرعية...

أفاق من تأملاته على صوت عم الهاشمي يناديه:
- " هيا يا ولدي، إيجا صحّح خلّيني نروّح"، فلم يبقى غيرك في الوزارة...
- لحظة، أنا آت...
- علبة سجائر أخرى نفذت، ما أطول أيامي وما أشبهها ببعضها.
يغلق باب سجنه، يمضي ورقة الحضور، ويخرج من الوزارة، كالعادة يتجه إلى مطعم "دار الجلد"... "عجة" أخرى يلتهمها في صمت أيضا.
أحس بتعب شديد، تحامل على نفسه، وقف ليغادر...ترنح...سقط مغشيا عليه...
أحس بجسمه يرتخي ونور أبيض...
رأى نفسه في نعش، يحمله رجال على أكتافهم، وجوههم صفراء صفرة الجوع والحاجة والفقر،
"رحمان يا رحمان هذا عبدك رحمان يا رحمان قاصد فضلك"
دخلوا به كنيسة، الكل يبكي، والبابا يتلو الصلوات...
"ربنا الذي في السماوات..."
رفع رأسه، ضجيج في الكنيسة، حركة غريبة، الكل يفر راكضا... حتى البابا ...
- أنا لم أمت، تعالوا..
امرأة تحتضنه، دموعها تتساقط على كتفه، ملامح وجهها غائبة، تتلخص في آثار جراح.....
تختفي فجأة...
وحيد في الكنيسة...وابن الله يبتسم له...يغمز بعينه، أجراس من كل صوب، وأمطار تتساقط....
أفاق، فوجد نفسه وسط حشد من النّاس، قميصه مبلل بالماء... تحامل على نفسه وخرج من المطعم، وجد نفسه في "نهج الباشا" وكالعادة كما كل مساء يغير طريق عودته.
في الركن الفاصل بين "نهج الباشا" ونهج "الحفصية" رفع رأسه كالعادة، فوجد قبالته "شعبة التجمع الدستوري الديمقراطي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق