الثلاثاء، 2 يونيو 2009

النهاية . .. .أو بداية المأساة


الإسم، اللقب، العمر والصفة:

أنا عمر العبيدي عمري واحد وعشرون سنة أعمل حلاقا। أستقبل كل يوم قافلة من الرؤوس المرمرية، تأتي باحثة عن هوية أجمل। هوايتي البروموسبور ولعب الكرة। دائما ما يؤنبني "عرفي" لأني قلبت حانوته المحترم إلى مقهى لأصحابي، بينما لا يتوانى هو عن استدعاء أصدقائه إلى محله والولوج إلى المرحاض، حيث يتعالى صوته وصوت شهقاته كما لو كان صوت أحد "قحاب عبد الله قش" ।

كاد يوما أن يطردني لأني منعت صديقه حسان من أخذ نقود من "القجر"। عرفي "حنين" جدا معي، وأحيانا يدخلني معه إلى المرحاض। ليس لدي مشكلة ما دمت أنا الرجل।

الإسم، اللقب، العمر والصفة:

أنا أحمد الخميسي، عمري خمسة وعشرون سنة। جئت من سليانة إلى هنا على ساقي।، أبحث عن إبن عمي سالم। لا أعرف أحدا في المنطقة। أحب أمي وكسرتها حين تضعها ساخنة "تشوي" على المائدة الحديدية। لا أخاف الذئاب وأحب ركوب الجبال والوديان.... أعشق الشابي وأكره نزار قباني.... دائما ما "أسرح" بالمعزات الأربع التي تبقت لوالدي حذو زرع خالي "السهيلي"। خالي السهيلي لم يدخل المنزل منذ عشر سنين، تخاصم مع أبي مرة في المقهى وحلف ألا يضع ساقه في المنزل حتى يوم مماته। وهو لا يحب أن يرى الشياه ترعى في زرعه، لذلك أحرص دوما على أن أبقي المعزات الأربع بعيدة عن زرعه।

الإسم، اللقب، العمر والصفة:

أنا صخر من أديم هذه الأرض، عمري بعمر الكون، صدري أمطار كل أحلامكم، لا لون لي ولا دم يسري في عروقي، لا عروق لي। أسكن في كل وهم جميل। أبحث لي عن عنوان وعن مرفأ، عيني بطول السماء ويدي بمساحة الأرض। آتي من وراء الصمت لأنسل بين ثغرات الموسيقى، جسدي ينام تحت الشمس........


أستفيق من ذهولي على وقع صفعة مدوية رجرجت خلاياي واحدة واحدة।

تكلم يا ابن الزانية، للمرة الرابعة والأخيرة أسألك। ما اسمك ولقبك وعمرك وصفتك؟

.......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق