الاثنين، 15 يونيو 2009
النهاية....أو بداية المأساة
ما معنى الحياة؟ الحياة هي الضحك مهما كان مأتاه ...ليست هناك أي قيم أو معايير تنفع كأخلاقيات للضحك.
يوما كنت في طريقي إلى المنزل مرورا عبر نهج "عبيدة" أمام بيت زاكي كانت هناك كراس بيض...صوت القرآن كانيصدع بين كامل الجدران...أهل زاكي كانوا لا يزالون وافدين جددا على الحومة، ولم أكن بعد قد تعرّفت عليه...استوقفتني الكراسي البيض الشاغرة كل الكراسي إلا اثنتين...زاكي جالس على أحدها...ذهبت ...مع كل خطوة كانت رائحة الموت تزداد اقترابا ونفوذا.
دخلت إلى الدار وعزيت من كانوا هناك...قيل لي إن رب البيت هو الذي مات..كبرت...حوقلت مرتين أو ثلاث..ثم خرجت...احتللت إحدى الكراسي.
عدى زاكي كان هناك ولد صغير...غمزت إليه بأن يأتي...سألته عن سبب الوفاة...كانت حكاية غريبة بعض الشيء...بل كانت أغرب قصة وفاة سمعتها في حياتي...
عم الطاهر كان رجلا شديد الإعتداد بنفسه..."راجل بلدي" بأتم معنى الكلمة...دائما ما نراه في المقهى معانقا شيشة منخرطا في الحديث عن أصوله وجده الوزير عند الباي .
اشترى عم الطاهر كبشا ضخما بخمسمائة دينار للعيد... وكان من فرط إعجابه به يخرج به كل يوم يقوم بجولة حول الحي كي يراه أكبر عدد ممكن من الجيران.... قبل العيد بيوم أخرج كبشه في جولة العادة ...مر ببطحاء الحومة حيث يجتمع الرجال وأكباشهم كل يوم...
وقف يتجاذب أطراف الحديث مع عم علي...التفت عم الطاهر إلى كبش عم علي، وكان ضعيف البنية، هزيلا، قصير القرنين، ثم قال:
-بكم اشتريت هذا القط؟...
....................
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ياخي شنوا صار؟ عمك علي عطاه الحس؟
ردحذفلا... تبع تو تعرف...
ردحذف