الجمعة، 5 يونيو 2009


فهمت قصده...كانت السكين لاتزال في يدي...كان يحاول أن ينزع عني السروال، لكني كنت أتخبط بين يديه....اقتنصت اللحظة المناسبة، جمعت قواي وأرسلت ساقي بسرعة لتنغرز بين ساقيه....كنت أدرك أن الضربة ستكون مؤلمة وأن حركته ستكون شبه مشلولة لثوان معدودة، لذلك انقلبت بسرعة، ونصف واقف على ركبتي، أمسكت رأسه بشدة ضاغطا عليه بساعدي الأيسر، بينما أمسكت سكين الحلاقة بيدي اليمنى وألصقتها بوجهه...كل النزلاء كانوا "مركزين" معنا يتابعون تفاصيل المعركة القائمة....عرفت ذلك حين سمعت هتافاتهم مستحسنة ماقمت به :"أضرب ليه"..."صحيت هكاكه يا راجال" ...غمرتني حالة من النشوة ...زدت من ضغط ساعدي على رأسه إلى أن احمرّ وجهه، وصرخت "ماذا تقولون يا رجال؟ هل أجعل من وجهه شلال دماء؟ وألصقت السكين بوجهه أكثر...صاح بي البعض "يزّيـــــه" بينما صاح آخرون "شلطوا خليه يتربى وماعاش يتجلطم على الرجال" التفت إليه وقلت:"ابك وسأدعك.." حاول هز رأسه ولكني زدت في الضغط عليه....غطت الدموع مجهه وسالت على ساعدي ...زاد ذلك في نشوتي فصحت به:"إبك بالصوت...انشج بصوت عال..." تعالى نواحه ...بكى كالمرأة ...تركته لكنه لم يتوقف عن النواح، بل علا صوته أكثر...كان المشهد كفيلا بتفتيت أقسى القلوب...رجل بشاربه ويبكي؟ لكن النزلاء لم تكن قلوبهم قاسية...بل كانوا بلا قلوب...تداولوا على ضربه ناعتين إياه بالقحبة ...أحدهم وقف قبالته وبال عليه ...آخر مد له سكينا وقال له: "خذ اقطع ذكرك ...واحلق شاربك ثم تعال إلي..." لم أعرف ماذا كان علي أن أحس؟...أكان علي أن أكون فخورا؟...المشهد لا يدعو على الإعتزاز...أكان علي أن أندم؟ ....لو لم أفعل ذلك لأضعت آخر شيء يدل على أني رجل.... أعرف أني قسوت عليه، كان يمكن أن أتركه بعد أن حميت نفسي دون أن أكلفه عناء هذه المسرحية الرديئة...ولم يكن أحد ليعيد معي الكرة، فتلك هي قواعد اللعبة...ما صار صار....ولا يغير التفكير فيه شيئا.
من حينها صرت مهابا بين النزلاء.......صار الجميع يتقربون إلي ويعاملونني، على صغر سني، بندية.....صاروا ينادونني "معلّم" .....نماما كما كان الأمر مع "شلتي" .....فقط أربع حيطان
انضافت..لا غير



الفصل الثالث
رأيتها واقفة أمام باب المعهد...مررت أمامها دون أن أنظر إليها..لحقت بي...أمسكتني من يدي برفق وجذبتني إليها.....
......................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق