يتقاذفون الشتائم والسباب أحيانا، ثم لا يلبثون أن يصمتوا......كنت متعبا، ولكن النوم لم يقترب من عيوني। كانت تلك أول ليلة أقضيها في الحجز، لذلك أمضيتها في التعرف على المكان وعلى النزلاء وعاداتهم। اضطررت لمصارعة طلبات جسدي في التحرر من فضلاته، فأنا لازلت لا أعرف أين المرحاض، ولا كيفية الذهاب إليه، وإن كان ذلك بإذن، أون دون إذن....ولم أشأ أن أجرب، لأني أدرك أن كلخطأ بضربة، ولم أكن مستعدا ليلتها لتقبل المزيد।
اتكأت على الحائط....أحسست يدا تحط على كتفي، التفت، كان هناك شخص لم أستطع تبين ملامحه يومىء لي بأن أقترب منه...زحفت نحوه ودققت فيه النظر...إنه رمزي نعم رمزي ابن حومتي। دس بين يدي سكين حلاقة صغير وقال لي :"خذ هذا وابقه عندك، من عادة النزلاء هنا أن يقيموا وليمة جنسية على حساب كل ضيف جديد...إلا إذا دافع عن نفسه وأثبت أنه رجل جدير بالإحترام، رجل حقيقي قادر على القتل والتشليط كي يبقى رجل...إنتبه وإلا لن تخرج من هذه الغرفة إلا "مكسّرا"..."।
علت الإبتسامة وجهي رغما عني...الإحترام؟ وهل هذه كلمة تقال هنا؟ الإحترام...وأي احترام؟ أعرف أن احترام الميت دفنه، احترام الوطني صونه،احترام الوالدين إطاعتهما،........لكن احترام السجين شيء لا وجود له حتى من قبل سجين آخر।
عدت إلى مكاني واتكأت على الحائط من جديد...غرقت مرة أخرى في الفراغ...أين أنا؟ ماذا أفعل هنا؟....كيف وصلت إلى هذه الحال؟....كلها أسئلة لا تطرح للإجابة عنها...بل تطرح لتعميق العذاب ...كنت شخصا هانئا، أتعايش مع أوضاع البيت، أزاول دراستي، أتمتع بحنان ورقة "أمل" ...مهاب من قبل جميع شباب الحي، و"شلتي" هي أكثر الزمر شهرة ومدعاة للحسد.....فكيف صرت هنابين ليلة وضحاها؟..........
أفاقتني من تأملاتي يد بدأت تمتد تحت فخذي وتصعد عبره غارفة اللحم في حركة فاحشة...نظرت إلى صاحب اليد وصرخت فيه بأن يتركني لكنه شدني من فخذي بقوة وجذبني إليه محاولا جعلي أنبطح على صدري ...فهمت قصده...كانت السكين لاتزال في يدي...كان يحاول أن ينزع عني السروال، لكني كنت أتخبط بين يديه....
..................
ياخي شنيّة حكايتك يا ولدي؟
ردحذفعلاش فرحو بيك لها الدّرجة؟
هاذي حكاية طويلة. تبعها وتو تعرف.
ردحذف